إدمان مقلق، فكرة
خيانة، تسوية غير منصفة، الطمع لغير حق، الحنين لمتعة مضرة. يأتي الإغراء بهيئات عديدة، و يقود
إلى معركة نفسية شرسة " للانتصار عليك" ليهزم أرواحنا التي لديها هدف
واحد، أن تمضي في المسار القويم.
متى تكون الاغراءات
مذمومة؟
في حالتين: عندما
تقودك لحرام أو ضرر، و عندما تعيقك عن هدف. فالاغراءات بوابة للحرام. و دائماً
تستمد الاغراءات قوتها من نقاط ضعفنا، تخترقنا في أشد جوانبنا ضعفاً. و في الحقيقة
أننا كلما منحنا الاغراءات نصيب من تفكيرنا و تركيزنا جعلناها أكثر خطورة، لذلك
يجب علينا أن نتعلم كيف نتعرف على الاغراء و دفعه خارج دائرة اهتمامنا. و معظم
الاغراءات تعتبر مداخل لمحرمات كبيرة، و تستدرجنا من خلال المتع الصغيرة المحببة
للنفس.
مقاومة الاغراءات عمل
يومي يجب أن يؤديه الإنسان صاحب الطموح دون تهاون و يتمثل في الخطوات التالية:
1.كن صادقاً مع الله:
في أوقات الإغراء لا تناقش المسألة. كلما خضنا صراعاً مع المغريات، اقتربنا أكثر
من ارتكاب الخطيئة. اهرب من الإغراء بمجرد أن تدركه.
2.اعرف انك في صراع
دائم: يعيش الإنسان اليوم في دوامة صراعات، صراع مع رغبات النفس الغير مشروعة،
صراع مع افرازات الحياة المعاصرة التي تخالف مبادئك و قيمك، صراع مع القلق من
الفقد و فوات الفرص، صراع مع المغريات المحيطة بنا في كل حين. احرص على أن تبقى
روحك نقية و لا يطالها تشوهات الواقع القبيح.
3.استخدم الاغراءات
لتقوية إرادتك: الاغراءات تضعنا في حلقة توتر دائم، و بمجرد أن نستجيب لهذا
الاغراء يتلاشى التوتر و نشعر بالتحسن.
هناك مصطلح في علم
النفس يشرح معاناة البشر مع الاغراءات (مطحنة المتع) نبحث عن الاشياء و التجارب التي نظن أنها سوف
تمنحنا السعادة، و في لحظة مباشرتها نعود بعدها إلى مستوى سعادتنا السابق، فيرتفع
مستوى الرغبة في البحث عن الذي سوف يمنحنا المتعة من جديد.
يحكي المفكر الاسلامي
فاضل سليمان على دورة حياة الانسان الغربي التي عايشها عن قرب:
يذهب للعمل، يخرج من
عمله إلى الخمارة ، و يعود للمنزل للنوم.
ربما تحقيق رغباتنا
ليس ممتعاً، ربما تكون المتعة في الرغبة نفسها لا في تحصيلها. قد يشعر الانسان
بمتعة الرغبة بالأشياء أكثر من متعة امتلاكها.
إذا شعرت بانجذابك
لإغراء ما، خذ لحظات قليلة لاستشعار متعة القلق الذي منحك اياه الاغراء. فكر بعمق
في ما تريده مع قدوم هذا الاغراء، و قل لنفسك بمجرد أن تستسلم للإغراء و تلاشي
التوتر سوف تختفي كل المتعة. تدل الدراسات إلى أن الأشخاص الذي يؤخرون و يأجلون
اشباع رغباتهم ينجحون أكثر في جميع مجالات حياتهم.
4.حاول أن تجعل
الاغراء يذكرك بهدفك: مثلاً لو كان هدفك انقاص وزنك و عرضت عليك وجبة دسمة، اجعل
هذه الوجبة تذكرك بهدف تقليص الوزن.
تستقيم حياة الإنسان
عندما يعتاد أن يفعل أشياء جيدة و يترك أشياء سيئة، قد تفعل أشياء نافعة كثيرة و
لكن قيامك بفعل أشياء ضارة يجعل جهدك يذهب هباء.
اللَّهم إِنِّي أَعوذ
بِكَ مِن مُنكرات الأَخلاق، والأعمال والأَهواء.
تعليقات
إرسال تعليق