نحن نهدر الكثير من
الوقت و الجهد عندما نخوص صراع التردد، هل هذا العمل الصحيح؟ هل هذا العمل يستحق
العناء و المشقة؟ هل سأنجح إذا فعلت كذا و كذا؟ هذا التداول المرهق للأفكار يلهي
النفس و يسرق الوقت و يستنزف الطاقة. أنت تعرف أن عليك فعل شيء ماء و لكن الموانع
تجعلك تدخل في دوامة لا متناهية من التردد، و هل هذا التردد دافعه الدراسة الواعية
للخيارات التي بحوزتك أم أنك تلعب لعبة رخيصة مع الكسل و الخوف.
إن التردد عادة
ملازمة للفاشلين.
عليك أن تتخلص فوراً
من عادة التردد حتى لا تفوت عمرك و أنت في حيرة و تقاعس، و حتى تتخلص من هذه
العادة البائسة عليك أولاً أن تضع وقت محدد لمراودة الفكرة لك، إذا كنت تفكر
بالذهاب لحضور محاضرة معرفية مهمة و متردد بينها و بين خروجة ممتعة مع صديق لك،
اجعل لنفسك 10 دقائق كفترة للتفكير في الأمر و اتخاذ قرار حاسم بعده. لا تقضي وقت
طويل في التردد و مراودة الأفكار.
و بعد أن تتخذ القرار
نفذه بالتزام و جدية و انضباط.
دوافع التردد كثيرة و
على رأس القائمة يأتي الكسل ثم يليه الخوف، الانسان كائن اقتصادي بطبعه يفضل بذل
أقل جهد و يحب التوفير جداً على مستويات راحته و اضطجاعه. و الخوف من التغيير عائق
حقيقي أمام فعل شيء جديد غير مألوف، و من لازمه الخوف و الكسل حال التردد بينه و
بين الإنسان الذي يريد أن يكونه.
و أحياناً المثالية
تسبب التردد فإذا لم يجد الإنسان المقدمات تهيء لمستوى العمل العظيم الذي يريد
تحقيقه تتثاقل نفسه عن الشروع فيها لأنه لا يقابل التوقعات المثالية، فتفوت فرص
ويضيع العمر في لا شيء.
و ختاماً مع قول الله
تعالى : فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الْمُتَوَكِّلِينَ
يا رب إني مسيء عاص
قليل الحيلة باسطُ يد الفاقة أرتجي منك الجود و الإحسان و الإعانة.
تعليقات
إرسال تعليق